ألقى الخجل الذي يتلبس بطلنا “ماكونويتشي إيبو” بظلاله على حياته الشخصية، وأجهزت هيئته الضئيلة على ما تبقى من كبريائه، جاعلة إياه فريسة مغرية للمشاكسين المتنمرين في مدرسته، الذين أضحت استبداداتهم المتتالية جزءًا طبيعيًا من حياة “إيبو”. وفيما كان هؤلاء يُشبعون بطلنا ضرباً في أحد أيام حياته البائسة، يترنح إيبو بين الوعي واللاوعي قبل أن يجد نفسه ماثلاً أمام بطل الملاكمة الصاعد “تاكامورا مامورو”، الذي يجبر المشاكسين المعتدين على اللوذ بالفرار. يُبصر إيبو النور ثانية وقد أغرقت مسامعه أصوات لم يألفها من قبل: صَرير صادر عن الأحذية الرياضية وهي تحتك بالأرضية، هَفيف صادر عن الحبال التي تحلق عمودياً حول أجساد الرياضيين، طَقطقة عنيفة صادرة عن قبضاتٍ تلكم أكياس الملاكمة الجلدية بسطوة وصرامة. نعم، إيبو يقف الآن في نادٍ للملاكمة. هذا هو موطنه الجديد. هنا سيتعلم بطلنا معنى أن يكون المرء قويًا.